بدأت محكمة أرجنتينية محاكمة جديدة للديكتاتور الأرجنتيني السابق خورخي رفائيل فيديلا وثلاثين آخرين بتهم ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في ما عرف بالحرب القذرة خلال فترة حكم النظام العسكري بين عامي 1976 و1983.
وقال مدعون إن المحاكمة التي بدأت أمس الجمعة في مدينة قرطبة وسط البلاد تتعلق باتهامات بالقتل العمد وتعذيب معتقلين سياسيين في الفترة من أبريل/نيسان حتى أكتوبر/تشرين الأول عام 1976.
وجاء في الاتهامات أن "الاستيلاء غير الشرعي على مؤسسات الدولة جرى من خلال أنشطة سرية وغير طبيعية بلغت حد القتل الجماعي الممنهج للأشخاص المعارضين".
وكان الجنرال فيديلا استولى على السلطة بانقلاب عسكري على نظام الرئيسة إيزابيل مارتينيز دي بيرون.
واعتبر وزير حقوق الإنسان لويس إدواردو دوهالدي أن محاكمة أولئك المسؤولين عن "أكثر الفترات وحشية في تاريخ الأرجنتين" تقدم كبير في عملية الحقيقة والعدل.
وأكد على ضرورة أن يحاكم أي شخص شارك في تلك الجرائم أو أعطى موافقته عليها، سواء كان عسكريا أو مدنيا أو من الشرطة.
وكانت محاكمة فيديلا بدأت عام 1985 بعد 25 عاما من إدانته مع ضباط آخرين في النظام العسكري وحكم عليه بالسجن المؤبد. ويعتبر فيديلا (84 عاما) والجنرال السابق لوسيانو مينديز من أبرز المتهمين.
إلا أن الرئيس الأرجنتيني آنذاك كارلوس منعم أصدر عفوا عنه بعد خمس سنوات، لكن محاكم البلاد والبرلمان قضت بعدم دستورية مرسوم العفو مما أتاح إمكانية بدء محاكمة جديدة.
ويقدر تقرير للحكومة عدد الذين ماتوا أو اختفوا خلال "الحرب القذرة" بأكثر من 11 ألف شخص، في حين تقول جماعات حقوق الإنسان إن العدد يقارب ثلاثين ألفا.